]
بعيون يملاؤها الشوق وقلب ينبض بالحنين نستكمل سويا مابدائناة من عذب الكلام واحلاة ونقطف من بستانشعرنا العربى الجميل اجمل الورود الناضرة المشرقة نضعها بين ايدى وامام اعين اعضاء منتدانا ليتذوقو معنا جمال الشعر وعذوبة معانية الفراقما اصعب ان يفارق الانسان وطنة واهلة ومن احبتهم نفسة وتعلقت بهم روحة وان يعيش وحيدا بعيدا عنهم ولكنة عندما يفارقهم فهو يفارقهم بجسدة فقط ولكن روحة متعلقة بهم تعيش بينهم وهذا هو حال شاعرناأبو الحسن علي بن زريق البغدادي (ت420هـ)، كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا، ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش، فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى، وذلك بمدح أمرائها وعظمائها، ولكن صاحبته تشبثتْ به، ودعته إلى البقاء حبًا له، وخوفًا عليه من الأخطار، فلم ينصت لها، ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخير عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس، ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا، فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه-: "إنا لله وإنا إليه راجعون، سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل، فأعطاني هذا العطاء القليل؟!
ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها، وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب، مع لزوم الفقر، وضيقِ ذات اليد،فاعتلَّ غمًّا ومات.وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين، فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء، فتفقدوه في الخان الذي نزل به، فوجدوه ميتًا، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.]قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزليببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرج]
لاتعذلية ابن زريق
لا تَعـذَلِيـه فَإِنَّ العَـذلَ يُـولِعُـــهُ .......... قَد قَلتِ حَقـاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَـعُـهُ
جـاوَزتِ فِي لومـه حَـداً أَضَـرَّ بِـهِ ..........مِن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُـهُ
فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِي تَـأِنِيبِـهِ بَـدَلاً .......... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَـلَعـاً بِالخَطـبِ يَحمِلُـهُ .......... فَضُيَّقَت بِخُطُـوبِ الدهـرِ أَضلُعُـهُ
يَكـفِـيـهِ مِن لَـوعَـةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ .......... مِنَ النَـوى كُلَّ يَـومٍ ما يُـروعُـهُ
ما آبَ مِن سَـفَـرٍ إِلّا وَأَزعَـجَـــهُ .......... رَأيُ إِلى سَفَـرٍ بِالعَـزمِ يَـزمَعُـهُ
كَـأَنَّما هُـوَ فِي حِـلِّ وَمُـرتـحــلٍ .......... مُـوَكَّـلٍ بِفَـضـاءِ اللَهِ يَـذرَعُـهُ
إِنَّ الزَمـانَ أَراهُ في الرَحِيـلِ غِـنـىً .......... وَلَو إِلى السَـدّ أَضـحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تـأبى المطـامـعُ إلا أن تُـجَـشّـمه .......... للـرزق كـداً وكم ممـن يـودعُـه
ُ
وَمـا مُجـاهَـدَةُ الإِنسـانِ تَـوصِـلُهُ .......... رزقَـاً وَلا دَعَـةُ الإِنسـانِ تَقطَعُـهُ
قَـد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَـلـقِ رزقَـهُـمُ .......... لَم يَخـلُـق اللَهُ مِن خَلقٍ يُـضَيِّعُـهُ
لَكِنَّهُـم كُلِّفُـوا حِـرصـاً فلَستَ تَـرى .......... مُستَرزِقـاً وَسِـوى الغاياتِ تُقنُعُـهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت .......... بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغـيَ المَرءِ يَصـرَعُـهُ
وَالدهـرُ يُعطِـي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُـه .......... إِرثاً وَيَمنَعُـهُ مِن حَيثِ يُـطمِعُــهُ
اِستَـودِعُ اللَهَ فِي بَغـدادَ لِي قَـمَــراً .......... بِالكَـرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَـطلَعُـهُ
وَدَّعتُـهُ وَبـوُدّي لَو يُـوَدِّعُـنِــــي .......... صَـفـوَ الحَيـاةِ وَأَنّي لا أَودعُــهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَـومَ الـرَحيـلِ ضُـحَىً .......... وَأَدمُعِـي مُستَهِـلّاتٍ وَأَدمُـعُـــهُ
لا أَكُـذبُ اللَهَ ثـوبُ الصَبرِ مُنـخَـرقٌ .......... عَنّي بِفُـرقَـتِـهِ لَكِـن أَرَقِّـعُــه
ُ
إِنّي أَوَسِّـعُ عُـذري فِي جَنـايَـتِــهِ .......... بِالبينِ عِنـهُ وَجُـرمـي لا يُوَسِّعُـهُ
رُزِقـتُ مُـلكـاً فَلَم أَحسِـن سِيـاسَتَـهُ .......... وَكُلُّ مَن لا يُسُـوسُ المُلكَ يَخلَعُـهُ
وَمَن غَـدا لابِسـاً ثَـوبَ النَعِـيـم بِلا .......... شَـكـرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنـزَعُـــهُ
ا
ِعتـَضـتُ مِن وَجـهِ خِـلّي بَعدَ فُرقَتِهِ .......... كَأسـاً أَجَـرَّعُ مِنهـا ما أَجَـرَّعُـهُ
كَم قـائـِلٍ لِي ذُقـتُ البَينَ قُـلـتُ لَهُ .......... الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبـي لَسـتُ أَدفَـعُــهُ
أ
َلا أَقـمـتَ فَـكـانَ الـرُشـدُ أَجمَعُهُ .......... لَو أَنَّنِي يَـومَ بانَ الـرُشـدُ اتبَعُــهُ
إِنّـي لَأَقـطَـعُ أيّـامِـي وَأنفـقُـهـا .......... بِحَسـرَةٍ مِنهُ فِي قَـلبِي تُـقَـطِّعُـهُ
بِـمَن إِذا هَـجَـعَ الـنُـوّامُ بِـتُّ لَـهُ .......... بِلَوعَـةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهـجَـعُــهُ
لا يَطمِئـنُّ لِجَنـبـي مَضـجَعـُ وَكَذا .......... لا يَطمَئِـنُّ لَـهُ مُـذ بِنتُ مَضجَعُـهُ
ما كُنتُ أَحسَـبُ أَنَّ الدهـرَ يَفجَعُـنِي .......... بِهِ وَلا أَنَّ بِـي الأَيّـامَ تَـفجـعُــهُ
حَتّى جَـرى البَينُ فِيما بَينـَنـا بِيَـدٍ .......... عَسـراءَ تَمنَعُـنِي حَـظّـي وَتَمـنَعُـهُ
قَد كُنتُ مِن رَيـبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً .......... فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُـنـتُ أَجـزَعُــهُ
بِاللَهِ يا مَـنـزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَسـت .......... آثـارُهُ وَعَـفَـت مُـذ بِنـتُ أَربُعُـهُ
هَـل الـزَمـانُ مَعِيـدُ فِيـكَ لَذَّتُـنا .......... أَم اللَيالِي الَّتـي أَمضـَتـهُ تُـرجِعُــهُ
فِي ذِمَّـةِ اللَهِ مِن أَصبَـحَـت مَنزلَهُ .......... وَجـادَ غَيثٌ عَلى مَغـنـاكَ يُمـرِعُــهُ
م
َن عِنـدَهُ لِي عَهـدُ لا يُضـيّـعُـهُ .......... كَما لَهُ عَهـدُ صِـدقٍ لا أُضـَيّـِعُــهُ
وَمَن يُـصَـدِّعُ قَـلبـي ذِكـرَهُ وَإِذا .......... جَـرى عَلى قَلبِـهِ ذِكـري يُصَـدِّعُـهُ
لَأَصبـِرَنَّ على دهر لا يُـمَتِّـعُنِـي .......... بِهِ وَلا بِيَ فِي حــالٍ يُـمَـتِّـعُـــهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِـبُ فَرَجـاً .......... فَأَضيَـقُ الأَمـرِ إِن فَـكَّـرتَ أَوسَعُـهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَـت بِفُـرقَتَنا .......... جِسمـي سَتَـجمَعُـنِي يَـوماً وَتَجمَعُـهُ
وَإِن تُـغِـلُّ أَحَـدَاً مِنّـا مَـنيَّتَـهُ .......... فَما الَّذي بِقَضـاءِ اللَهِ يَـصـنَـعُـــهُالارملة المرضعة--- معروف الرصافى
معروف الرصافي : 1877 - 1945
ولد الشاعر معروف الرصافي في سنة 1877 ببغداد حيث أكمل دراسته فيها، ثمّ انتقل إلى القسطنطينيّة والقدس، وبعد إتمام دراسته عاد إلى وطنه.
عاش الـشـاعـر فى عصـر عما لقـة الـشعـر : جميل صـدقـي الزهـاوي (1863 - 3619) ، وأمـيـر الشــعراء أحـمـد شــوقـي ( 1868 – 1932 ) ،
و شــاعر القـطـريـن مـطـرا ن خـلـيـل مـطـرا ن ( 1871 – 1949 ) ،
و شــاعـر الـنيـل حــافـظ إبـرا هـيـم ( 1872 – 1932 ) .
يمتاز اُسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة اُسلوبه، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه (الرصافي) حيث رتّب إلى أحد
عشر باباً في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة .
وهذه القصيدة : يصف فيها مشاهدته لأرملة وبنتها الصغيرة ، توفّي زوجها وتركهما بين الفقر والبؤس الذي يذيب الـقـلـوب الجامدة
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا === تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ === وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا === وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا === فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا === وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا === وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا === فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا === حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا === كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً === كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا === حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ === في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا === تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ === هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا === إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ === كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ === وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا === تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً === وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا === وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا === وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا === بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً === وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ === مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ === وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ === أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا === في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا === مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي === دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي === بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً === تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا === كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ === وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي === مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ === لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا === وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ === وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا
يقولون ان اصداق الشعر الرثاء لاانة يكون نابعا من عاطفة صادقة حقيقة متاثرة بالفراق والرثاء ينبع من أعماق النفس عند إلمام النائبة وفقد الأعزاء.
والرثاء يمثل الآلام الباطنية في صورة ألفاظ وعبارات محرقة بحيث تؤثر في سامعيها تأثيراً مَضضاً ومؤلماً واصدق انواع الرثاء هو الرثاء
الذاتى الذى ينتج من فراق الاهل او الاحباب والاصدقاء
ومن اجمل قصائد الرثاء فى شعرنا العربى تلك القصيدة التى يرثى فيها بهاء الدبن زهير ابنة فيقول فيها
نـهاك عن الغـــوايــة مـا نهاكـــا ********* وذقت من الصبابة ما كفاكا
وطال سراك في ليل التصابي ******** وقد أصبحت لم تحمد سراكا
فـلا تـجــزع لـحــادثـة اللـيـالـي ********* وقل لي إن جزعت فما عساكا
و كـيــف تــلـوم حـادثـة وفــيـهـا ********* تبين من أحبك أو قلاكا
بروحي من تـذوب علـيه روحـي ********* وذق يا قلب ما صنعت يداكا
لـعـمـري كـنـت عــن هـذا غـنـيـا ********* ولم تعرف ضلالك من هداكا
ضنيت من الهوى وشقـيـت مـنه ********* وأنت تجيب كل هوى دعاكا
فـدع يـا قـلب مـا قـد كـنـت فـيـه ********* ألست ترى حبيبك قد جفاكا
لـقـد بلغـت بـه روحـي التـراقي ********* وقد نظرت به عيني الهلاكا
فيـا من غـاب عـنـي وهـو روحي*********وكيف أطيق من روحي انفكاكا
حبيبـي كيـف حــتى غـبت عـنـي*********أتعلم أن لي أحدا سواكا
أراك هـجـرتــنـي هـجــرا طـويـلا*********وما عودتني من قبل ذاكا
عـهـدتـك لا تـطـيـق الصـبر عـني*********وتعصي في ودادي من نهاكا
فـكـيـف تــغـيـرت تـلـك السـجـايا ********ومن هذا الذى عني ثناكا
فـــلا والـلـه مــا حـــاولـت عـــذرا ********فكل الناس يعذر ما خلاكا
ومـــا فـارقــتــنـي طـوعـا ولـكـن ********دهاك من المنية ما دهاكا
لقد حـكـمـت بـفـرقـتـنـا الليــالي ********ولم يك عن رضاي ولا رضاكا
فليـتك لـو بـقيـت لـضـعـف حـالي********وكان الناس كلهمو فداكا
يــعــز عـلـيّ حـيـن أديــر عــيـنـي********أفتش فى مكانك لا أراكا
ولــــم أر فـــــي ســــواك ولا أراه********شمائلك المليحة أو حلاكا
ختـمت عـلى ودادك فـي ضـميري *******وليس يزال مختوما هناكا
لـــقـــد عجــلـت إلـيـك يد الـمـنـايـا*******وما استوفيت حظك من صباكا
فوا أسفي لجسمك كـيـف يـبـلـى*******ويذهب بعد بهجته سناكا
ومـــــا لـي أدّعـــي أنــّـى وفـــىّ*******ولست مشاركا لك في بلاكا
تــمــوت ولا أمـوت عـــلـيـك حـزنــا*******وحق هواك خنتك في هواكا
ويـا خــجــلـي إذا قــالــوا مـــحــبّ*******ولم أنفعك فى خطب أتاكا
أرى البـاكـيـن فـيـك مـعـي كـثـيـرا*******وليس كمن بكى من قد تباكى
فــيـا مـن قـد نــوى سـفـرا بـعـيـدا*******متى قل لى رجوعك من نواكا
جــــزاك الله عـنّـي كـــل خــــيـــــر*******وأعلم أنّه عنّي جزاكا
فيـا قــبــر الـحــبـيــب وددت أنـّــي******حملت ولو على عيني ثراكا
ســقـاك الغـيـــــــــــث هـتـّانـا وإلاّ ******فحسبك من دموعي ما سقاكا
ولا زال الســـــــلام عــلـيـك مـنـّي******يرفّ مع النسيم على ذراكا
,وودعتها برغم حبى الكبير لها وبرغم مابنيناة من احلام وامنيات وودعت معها اجمل ايام عاشها القلب ولم يبقى لي من حبى القديم سوى ذكرى وحلم ضائع
و رحلت عنك بلا وداع
و طويت بين ضباب أيامي حكايات قديمة
أنشودة ذابت مع الأيام أو شكوى عقيمة
و تركت أيام الضياع
كانت تمزقني فلا أجد الصديق
وحدي هناك يشدني الجرح العميق
أواه يا قلبي أضعت العمر محترق الجراح
و أخذت تحلم كل يوم.. بالصباح
فتركت أيامي تضيع مع الرياض
يوما إلى الأحزان تأخذنا و آخر.. للجراح
ولكن ستبقى الذكرى بينا رباط قوى يجذب كل مننا الى الاخر اناجيها فى ذكرياتى فياتينى صوتها الحنون الدافى
يطمئن قلبى واشعر ان الايام سوف تجمعنا من جديد
ولتذكريني كل عام كلما
همس الربيع بشوقه نحو الزهر
أو كلما جاء المساء معذباً
كي يسكب الأحزان في ضوء القمر
عودي إلى الذكرى وكانت روضة
نثر الزمان على لياليها الزهر؟
إن كانت الشمس الحزينة قد توارى دفؤها
فغدا يعود الدفء يملأ بيتنا
والزهر سوف يعود يرقص حولنا
لا تدعي أن الهوى سيموت حزنا.. بعدنا
فالحب جاء مع الوجود وعاش عمرا.. قبلنا
وغدا نحب كما بدأنا من سنين.. حبنا
نعم سوف يجمعنا ونعود نلتقى من جديد انا وانتى وحدنا وسوف نعيش ربيعا مشرقا لاينتهى ابداأترى يعود لنا الربيع و نلتقي
و نعيش ((مارس)) بين حلم مشرق؟
قد نلتقي يا حبي المجهول رغم وداعنا
كي نزرع الآمال تنشر ظلها..
و ستنبت الآمال بين.. دموعنا
لا تجزعي..
لا تجزعي إن كانت الأيام قد عصفت بنا
فغدا يعود لنا اللقاء
و تعود أطيار الربى
سكرى تحلق في السماء
بالحب بدئنا وكتبنا وبالحب ننهى ما كتبناة وعلى امل بالمزيد والمزيد من عذب الكلام واحلاة من شعرنا العربى الجميل مع تحيات
عـــــــــــــــازف الكمـــــــــان